في الظروف العادية يلتقي
شاب وفتاه ويعجبان ببعضهما ، فيقرران الزواج ويوفقهما الله في ذلك ، فتبدأ رحلة
التجهيز للزواج من مراسم الخطوبة و الشيلة و المهر و الأثاث و التجهيز ليوم الزفاف
بتلك التفاصيل الدقيقة ، صالة الأفراح ، المغني، ثوب الزفاف و ملحقاته، زي العريس
و ملحقاته، تفاصيل التصوير الفوتغرافي و الفيديو .......الخ . كل هذا جميل و رائع فالكل يحب الفرح . ولكن كم أهدرنا
من الوقت و المال في التجهيز لتلك الثلاث
ساعات من هذا اليوم المميز و كم دقيقه خصصناها لتعلم أساسيات الحياة الزوجية؟
ينتهي يوم أو ليلة الزواج بمراسم الجرتق و طقوسه الرائعة . ويذهب
العروسين لقضاء شهر العسل بكل سعادة و رومانسيه.. فكل منهما يملأ حقيبته بالملابس
و العطور و الأحذية و ما إلى ذلك، فيستسغرق التجهيز لهذه الحقائب ساعات أو أيام .
ولكن كيف ثقف كل منهما نفسه في كيفية التعامل مع الأخر ؟
وتستمر الحياة أياما و شهوراً حتي تظهر معالم الحمل علي تلك العروس
الغضة البضة فتغمرهما الفرحة و السعادة . سيصبحان أبوين ....! و الغريب في الأمر
أنا أول ما يفكرأن فيه هو نوع الأخصائي و مستوي المستشفي الذي ستتم فيه عملية
الولادة . بل تمادى البعض إلي التفنن في ذلك فأصبح البعض يفضلون أن تنجب نساؤهم
خارج حدود الوطن. ولاننسي تغيرأثاث عش الزوجيه الصغير الي أثاث فخم وديكورات رائعة
و راقية وستائر تركية وسجاد بألوان جذابة وكل هذا في تلك الأشهر القليلة قبل موعد
الولادة . أتي اليوم السعيد يوم المولود الجديد و امتلأ البيت المجهز مسبقا بعدد
من المهنئين مابين سعيد حقا و غير ذلك، فمن الناس من يأتي حتي يقيم مستوي التجهيز
لهذا الحدث ليس إلا ، ولا ننسي يوم العقيقة الذي يتوافد فيه نصف المدعوون ليوم الزفاف
فلكم أن تتخليلوا كيف سيكون المهرجان. وفي وسط كل هذا نادرا ما يقوم الأبوين
بمعرفةماهي مراحل الحمل وكيف يتم التعامل معها ؟أو حتي كيف يتم إستقبال المولود
بالطرق الصحيحة ؟ وغيرها من المعلومات والسلوكيات، حتي يتثني لهم وضع أسس سليمة لبناء
أسرة سعيدة وإنشاء أبناء صالحين في المجتمع . كثيرا ما ينهك الأبوين نفسيهما في إختيار
الحليب الغني بفايتمينات تساعد علي بناء العقل و أنواع حفائض جيدة لا تسرب البلل و
مغذيات و وجبات من ماركات عالمية وملابس من القطن فخر صناعة تركية أو تايلندية ظنا
منهما أنهما يقومان بواجبهما تجاه المولود علي أكمل وجه .فلنقف وقفة هنا . هل هذه
هي أصول التربية الحديثة ؟ إن الإجابة علي هذا السؤال تأتي بعدل الإجابة علي كثير
من الأسئلة مثل :
·
كم مرة في اليوم يحتاجك طفلك أن تحتضنه حتي ينمو متوازن العواطف و يحس
بالأمان؟
·
هل مارست أسلوب العقاب و الثواب لتقويم سلوك طفلك أم أنك تمارس اسلوب
العقاب فقط؟
·
ماذا تعرف عن طريقة timeout في
التربية؟
·
ماهو أسلوبك المتبع في تعليم طفلك الإعتماد علي النفس؟
·
في أي وقت يمكنك تعليم طفلك آداب المائدة؟
·
هل أنت تنظر إلي طفلك في عينيه عندما يتحدث |إليك ، أم أنت من نوع
الآباء (أون لاين) ؟
والكثير من الاسئلة التي لاحصر لها . إن التربية ليست تسمينا للعجول و
ليس أبنائنا أداة نثبت بها اننا سعداء أو أداة تكتمل بها الصورة التي نراها في
المجتمع وخصوصا في المناسبات حينما تأتي الأم وهي ترتدي تلك الثياب و الفخمة و
الأب بذلك الزي التقليدي الأنيق حاملا بيده هاتفه الذكي و يقود سيارته ويصطحبان أطفالهم
بزيهم الأنيق . لا أدري لماذا كل هذا التضخيم و لكن كل ما أعلمه أن صلاح الدين
الأيوبي لقد ولدته أمه في بيتها و سافرت به في نفس الليلة من تكريت إلى الموصل و أنشات
منه صلاح الدين الايوبي.
إن الزواج مسؤلية وحياة، والتربية صناعة إنسان، وهما معا رسالتنا
لتعمير الأرض فقبل الشروع في الزواج فلنسأل أنفسنا ماذا وكيف أعددنا أنفسنا لهذه
المهمة ولهذه الحياة؟