كان الناس في هذا الملهى... يحتسون ما كانت تنتجه اسكتلندا من خمور، فربما تجد النبيذالأحمر والأبيض أو الشمبانيا أو الفودكا بالإضافة للويسكي.. ياإلهي فقد كانوا لا يقبلون بذوق أقل من ذلك حتي في أدواتهم التي يستخدمونها في أخطائهم السلوكية.. أخطاء كإحتساء الخمر
.... فلا أنسي تلك القصة التي روتها صديقتي عن جارهم المتقدم في عمره الذي كان من أصحاب هذا السلوك الخاطئ... بأنه قد أمتنع بتاتا عن شرب الخمر فقلت مخاطبة نفسي الحمد لله لقد تاب الله عليه ولكني ذهلت عندما علمت بأن السبب وراء هذا القرار الصارم هو أن الخمور المصنعة الآن في ذلك التستر الشبه مكشوف أصبحت مغشوشة لا تمت للطعم الأصيل بصلة... وكأنما ذلك الشايب بفعلته تلك قد وضع صفعة علي خد كل مؤامرة تحاك ضده بنية الغش .فضل أن يحمل كرامته على أن يحمل رقما في صفوف المغشوشين والمخدوعين . وهنا ياتي السؤال هل اصبح الغش هو الإسم التجاري والماركة المسجلة لكل ما ننتجه.وهل الفساد يبدأ من الخمور المغشوشة ثم يصعد إلي قمة الهرم الأخلاقي و الإقتصادي .. أم أن بدايته من القمة ثم يتدحرج نزولا ..فالغش هنا أصبح أسلوب حياة، نوعا من التذاكي الممتلئ بالغباء. فأنت تجده في مكان من حولك .. في الحب .. في الإمتحانات ..في المأكولات و المشروبات.. في البناء و التشييد فكم من مبنى تهاوى بسبب طمع جوعي النفوس الذين لا تمتلئ بطونهم ابدا في الإستحواذ على بعض المواد أو الأموال... ولعل اكبر شاهد على ذلك ما يحدث هذه الأيام في كبري المنشية الذي مالت إحدى دعائمه رغم حداثة إنشائه كعروس لم تتخلى الحناء عن اناملها بعد .. فهل الكبري غير مطابق للمواصفات ؟ ام من قام بالإشراف علي إنشائه لم يكن مطابقا للمواصفات ؟ وماهي تلك المواصفات ؟.. ماذا لو غنهار برواده في لحظه كإنقسام ظهر البعير بقشة ؟.... فكم من شخص سيلقى حتفه في تلك اللحظة؟ وكم كن طفل سيصبح يتيما زكم من زوجة ستترمل وكم من أم ستضحي ثكلى ؟...أي شخص لدية تلك القدرة وهذا الإستعداد لقتل الأبرياء من أيناء شعبه ودينه دون أن يرتد له طرف..أي فساد هذا .. أي إرهاب هذا .. لذلك لا أستغرب أن عقوبة شارب الخمر أربعون جلدة فقط ... وأما الفساد فقد قال الله تعالى فيه( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) .